بسم الله الرحمن الرحيم : يهتم كثير من الناس بتجميع الأموال والثروات حتى لو كانت بطرق غير شرعية ، ظنا" منهم أن ذلك هو الحصن المنيع الذى يحميهم من السقوط إلى هاوية الفقر ، ووصل الحال بهم أنهم ظنوا أن الصدقات تؤول بهم إلى هذه الهاوية المخيفة ، نسأل الله السلامة ، ومنهم من يحاول الاقتراب من ملوك وسلاطين الأرض ، على أمل أن يعلو عندهم
فى الدرجات وينعم بما ينعمون به ، حتى آل بهم المآل إلى أن نسو الذكر وانشغلوا بما هو فان ، ومنهم من يفعل ذلك لغيره أى لأبنائه وورثته ، حتى أنه يسخر حياته لجمع الأموال لتوفير حياه كريمه لأبنائه، وتأتيه المنية ولا ينعم بما أفنى عمره من أجله ، وإن خلف من وراءه خلف من الذين أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فلا يذكرونه ولا يدعون له بعد مماته ، نسأل الله العافية . فالأولى أن يهتم بإخراج جيل صالح ينفع الأمه ، وينفعه بعد موته ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : - إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية . أو علم ينتفع به . أو ولد صالح يدعو له الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1631خلاصة حكم المحدث: صحيح . فالأولى أن يهتم بالنشأة الصالحة فهو خير له ، ولا بأس إن ترك لهم ما يكفيهم من المال لإعانتهم على متطلبات الحياة ، ويكفيهم من سؤال الغير ، فلابد أن يوازن بين هذا وذاك ، فالمال مع طاعة الله فهو خير ، والمال مع معصية الله فهو شر .. وكلنا يعلم أن الله عز وجل أعطى لسيدنا سليمان عليه السلام من الملك ما لم يصل له أحد من العالمين : {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ }النمل15.. {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }النمل16 .. {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }النمل40 .. فكان عليه السلام من الشاكرين .. وقال تعالى : {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ }ص32 {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ }ص 33 جاء فى تفسير الجلالين (ردوها علي) الخيل المعروضة فردوها (فطفق مسحا) بالسيف (بالسوق) جمع ساق (والأعناق) أي ذبحها وقطع أرجلها تقربا إلى الله تعالى حيث اشتغل بها عن الصلاة وتصدق بلحمها فعوضه الله خيرا منها وأسرع وهي الريح تجري بأمره كيف شاء .. انتهى . فلا تنشغل بما هو فان عن ما هو باق ، ولا تحسبن ذلك يعينك على الصعود إلى قمم العوالى لتبقى متربعا على عرش الغنى ، فهذا الصعود ليس بعده إلا سقوط إلى الهاوية ، نسأل الله السلامة من كل شر . كتبها لكم < العبد الفقير >
6 التعليقات
بارك الله فيك اخي الكريم
وابعدنا عن هذه الصعدات !
@نَور حَياتَك
وفيك بارك الله .. تقبل الله دعواتك . سعدت بوجودك .
اسئل الله ان يجعل ماكتبته حجة لك لاعليك
حقاً صدقت اخي فقد اصبح مجتمعنا يعتبر المال اساس السعادة وان لاسعادة بلا مال وقد تناسوا ان السعادة بالقرب من الله وان السعادة باللجوء اليه وان السعادة بالخوف منه
اسئل الله ان لايجعلنا ممن تلهيهم الدنيا عن طاعته وذكره
بارك الله بكَ اخي
@زٍحَ’ـمةَ حَ’ـڪيّ..||≈
وفيك بارك الله أخت الكريمة ، نعم أصبح حال المسلمون اليوم مخزى إلا مارحم الله ، نسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا . شكرا لمتابعتك أخت الفاضلة . رعاك الله
لا أقول سوى .. لا فض فوك
وبعيداً عن الدين إلا أن من (يصعدون إلى الهاوية) لا يستمتعون بحياتهم أيضاً فهم في كبدٍ "مضاعف" دائماً.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
@سلتــوح
بارك الله فيك أخى الكريم ، وصدق قولك . ونحمد الله على نعمه ونسأله العافية والستر فى الدنيا والآخرة . وشكرا جزيلا لتفاعلك الطيب .
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).